لبرنامج فن جميل للتكليفات الفنية دور محوري في برامج مركز جميل للفنون، حيث يهدف إلى تجسيد أهداف المؤسسة المتمثلة في أن تكون مساحة استكشافية متعددة التخصصات مكرسة للفنانين والكتاب والباحثين المعاصرين من جميع أنحاء الشرق الأوسط والعالم، واستقبال جمهور الفنون في الإمارات والمنطقة والعالم. وفي عام 2017، أطلقت المؤسسة برنامج التكاليف الفنية في مركز جميل للفنون في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. وصمم البرنامج ليستمر في دورات مدة كل منها ثلاثة أعوام، فكان التركيز على فن المجسّمات (2018)؛ الكتابة والأبحاث الفنية (2019)؛ والرسم والتصوير (2020). ولأن العام 2020 يشهد حتى اليوم ظروفاً استثنائية، فكان الرأي هو تعديل البرنامج وتوسيع نطاقه ليكون في نسخة جديدة هي برنامج فن جميل للتكليفات الفنية: الرقمية (انتقلت دورة الرسم والتصوير للفترة ما بين عامي 2021 و2022).
نال الفنان نديم شوفي التكليف الرقمي لفن جميل. وكان شوفي قد تقدم بمقترح محوره المدن الذكية والدَورات الزمنية التي تحكم أسسها. يقدم شوفي مشروعه لفائز تحت عنوان “ما بين الخلود و تلبد الغيوم“، يعنى بتقديم معالجة رقمية لبيئات مستعمرة فضائية على كوكب الأرض، حيث يحاول راويان فك الممكنات الموعودة دائماً في تخيل المستقبل وخلق مساحة من نسخ الحاضر المتعددة للتشكيك في الزمن الذي يتحرك الكوكب وفقه من خلال تجاربهم المعاشة. سوف يعرض العمل لأول مرة عبر الإنترنت وسيكون متاحاً للمشاهدة عبر مواقع فن جميل الإلكترونية.
وفي تقدير لتنوع الأفكار والجودة الاستثنائية لبعض مقترحات المشاريع التي وردتها، اختارت لجنة التحكيم تكريم اثنين من المتقدمين: نورا البدري، وهي فنانة متعددة التخصصات مقيمة في برلين، وكذلك الثنائي إدوين نصر وباسم سعد.
تم إطلاق تكليفات فن جميل في أوائل هذا العام، في نسختها الرقمية، حيث وجهت الدعوة إلى الفنانين المعنيين بالفن الرقمي للتقدم بعروضهم من خلال دعوة مفتوحة عبر الإنترنت، جذبت حوالي 200مشروعًا مقدمًا؛ وسوف يتم إطلاق العمل الفائز وعرضه عبر الإنترنت لمدة ستة أشهر على الأقل في أوائل العام 2021. كما يتيح تكليف العام 2020 فرصة الرصد والتحليل لخبراء تقنيين من معمل عبد اللطيف جميل العالمي للتعليم J-WEL بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. ففي تجاوب مع موضوع تكليف هذا العام وهو “الوقت“، وبالتفكير في كيفية تحدي مفهوم الزمن بالتكنولوجيا والظروف، أتاح التكليف للفنانين فرصة إعادة التفكير في “الفن الرقمي” والطرق التي يمكن من خلاله طرح الأسئلة والتحقيق فيها وتكوين روابط وخبرات ذات مغزى.
تم اختيار مشروع شوفي من قبل لجنة تحكيم ذات خبرة تتضمن؛ نديم سمّان، القيم الفني لـ”ديجيتال سفير”، في معهد كونست فركيه للفن المعاصر في برلين؛ جينا سوتيلا، فنانة تعيش في برلين وأدواتها الكلمات والأصوات والوسائط الحية؛ وبن فيكرز، الناشر والمدير التنفيذي للتكنولوجيا في معارض سربنتين في لندن، علاوة على قيمين فنيين من فن جميل.
نبذة عن الفنانين
نديم شوفي يعيش في بيروت ويعمل بشكل أساسي على وسائط الفيديو والرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد والمجسّمات. وهو خريج زمالة “أشغال داخلية” لمؤسسة أشكال ألوان، وعرض أعماله إقليمياً ودولياً في مركز بيروت للفنون، معرض421 بأبو ظبي، مؤسسة الشارقة للفنون، المدرسة الجديدة في نيويورك، وماكاو في ميلانو.
***
نورا البدري فنانة ألمانية عراقية متعدد التخصصات والمفاهيم وتعيش في برلين. تعتمد في أعمالها على الأبحاث والتخصصات. تخرجت بدرجة في العلوم السياسية في جامعة يوهان فولفجانج جوته في فرانكفورت/ماين. وهي أول فنانة مقيمة في مدرسة الفنون التطبيقية الاتحادية في لوزان ومختبر علم المتاحف التجريبي eM+.
باسم سعد فنان وكاتب متمرس في العمارة. يستكشف بأعماله الموضوعات والاقتصادات التي توزع العنف والمتعة والرفاهية والهدر من خلال مقاطع الفيديو والمجسّمات والكتابة. وكان فناناً مقيماً في آي بييم في نيويورك.
إدوين نصر كاتب وناشط ثقافي مقيم في بيروت. يشغل حالياً منصب مساعد مدير “أشكال ألوان” في بيروت، وتم اختياره كأحد القيمين الفنيين في De Appel 2020/2021 في أمستردام.
في دورة عام 2019، أعلنت مؤسسة فن جميل عن فوز ناديا كريستيدي، الباحثة والكاتبة من أصول سورية وفلسطينية ويونانية، بجائزة برنامج فن جميل للتكليفات الفنية، فئة الكتابة والأبحاث الفنية. ونالت كريستيدي إقامة فنية لمدة ثلاثة أشهر في مركز جميل للفنون، حيث عكفت على تأليف كتاب عن أزمة المياه والخطط الراهنة والسيناريوهات المستقبلية تجاه الأزمة.
تكونت لجنة التحكيم لبرنامج فن جميل للتكليفات الفنية (2018 – 2019) من: عمر برادة، الكاتب والقيّم الفني ومدير دار المأمون، المكتبة التي تستضيف أيضاً برنامج الإقامة الفنيّة للكتّاب والفنانين في مراكش، ونيجار عظيمي ونيدا غوس، الكاتبتين والناقدتين.
الدعوة كانت مفتوحة لجميع الأعمال في مختلف المجالات البحثية، ولكن الأفضلية كانت للموضوعات ذات الصلة ببرامج مركز جميل للفنون. وتشمل تلك الموضوعات الأساسية:
تداخلات: يستلهم موضوع تداخلات مكانة الإمارات التي صارت ملتقى عالمي محوري، علاوة على موقع مركز جميل للفنون عند خور دبي.
علم المتاحف: يُعنى مركز جميل للفنون، كونه مركزاً مستقلاً وجديد، بالبحث في طرق إنتاج الفن وإقامة المعارض.
دول الخليج العربي: في حين أن نطاق البرنامج دولي، إلا إن المركز متأصل كذلك في سياقه المحلي، ويشمل أعمال ومشاريع الفنانين التي تستكشف تجارب المعيشة والعمل في دول الخليج.
السيرة الذاتية لناديا كرستيدي
ناديا كرستيدي باحثة، كاتبة، وممارسة في الفنون سورية، فلسطينية، ويونانية تقيم بين كامبريدج، ماساتشوستس وبيروت، لبنان. في أعمالها، تستكشف النواحي السياسية والإقتصادية لتخيلاتنا لعالمنا البيئي ولعلوم الأرض وتصويرنا لهما في الأدب، والفن، والتصميم. عرضت أعمالها الفنية في مركز بيروت للفن، سالت غالاتا في إسطنبول، وسالت اولوس في أنقرة. عملت كمدير مساعد في مركز بيروت للفن وقادت البرامج التعليمية والتفسيرية في دارة الفنون في عمان، كما ساهمت في إعداد المعارض مع مؤسسة أشكال ألوان وصندوق شباب المسرح العربي. وقد تم نشر كتاباتها من قبل آرتي ايست، آرت آسيا باسيفيك، وتاندم وركس. تحمل شهادة بكالوريوس في تاريخ الفن من كلية برين ماور في ولاية بنسلفانيا الأمريكية و شهادة ماجستير في التاريخ من جامعة النيو سكول للبحوث الإجتماعية في مدينة نيو يورك. وهي حاليآً طالبة دكتوراه في مجال تاريخ وأنثروبولوجيا العلوم والتكنولوجيا في جامعة إم آي تي.
اختارت لجنة تحكيم برنامج “فن جميل للتكليفات الفنية: المجسمات” عمل الفنانتين الكويتيتين عالية فريد وأسيل اليعقوب بعنوان “الحياة المعاكسة: حديقة نباتية من الضوء مخصصة للأشجار” ليكون العمل الفائز في البرنامج الإفتتاحي. تم الكشف عن العمل خلال إفتتاح مركز جميل للفنون في دبي بنوفمبر 2018. يتطرق العمل إلى علاقتنا مع عالم الطبيعة؛ حيث تمثل تركيبتهما الفنية كحديقة مجتمعية مكونّة من أشجار ونباتات مصّنعة وهجينة.
جاء هذا الإعلان عقب قيام فن جميل باطلاق دعوة للفنانين لاقت رواجاً كبيراً في خريف 2017 وحصدت العديد من الطلبات المتنوعة من أكثر من 57 دولة. وبالنظر للكم الكبير من العروض التي تلقتها لجنة التحكيم، قررت توسيع القائمة المختصرة لتشمل أربعة فنانين وهم محمد كاظم، أناهيتا رزمي، ومنيرة الصلح، بالإضافة إلى عالية فريد وأسيل اليعقوب، حيث طور كل من الفنانين الأربعة مفاهيمهم بشكل أكبر واستقرت مداولات لجنة التحكيم النهائية على اختيار الفنانتين من الكويت للفوز.
وقد تضمنت لجنة تحكيم 2017-2018 الكاتب والقيّم شومون باسار، والقيّمة المستقلة والمؤرخة الفنية، ريم فضّة، وجيمس لينجوود، المدير المشارك في آرت آنجيل؛ وإلفيرا ديانجاني أوز، كبيرة القيّمين في “كريتيف تايم” والمحاضرة في الثقافات البصرية في جولدسميث في جامعة لندن؛ والشيخة حور القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون بالإضافة إلى ممّثلين عن فن جميل.
كجزء من الدعوة المفتوحة لبرنامج 2018 في أكتوبر 2017 دعت فن جميل الفنانين لإستخدام التقنيات الضوئية للمجسمات من خلال البحث في دور الضوء في البيئة الحضرية مثل دبي. وقد تم تشجيع الفنانين على استخدام الواجهة المعمارية لمركز جميل للفنون كنقطة إلهام، بالإضافة إلى مواقع أخرى داخل المبنى وحوله. تم الكشف عن العمل المختار بالتزامن مع الافتتاح الرسمي لمركز جميل للفنون بدبي في 11 نوفمبر 2018.
السيرة الذاتية للفنانين الرابحين في عام 2018
أسيل اليعقوب (مواليد 1986) ولدت وترعرعت في الكويت، حيث لا تزال تقيم وتعمل. حصلت على شهادة البكالوريوس في التصميم الداخلي والمكاني من جامعة تشيلسي للفنون والتصميم. وبعد أربعة أعوام من العمل في مجال الهندسة المعمارية، حصلت على شهادة الماجستير في الفنون الجميلة من معهد برات (للنحت). ترتكز أعمالها الفنية على الدراسة المتأنية لماضي الكويت وانعكاساته على الحاضر، باستخدام الحنين كأداة للفكر النقدي، بدلًا من أن يكون مجرد توق إلى الماضي، فأعمال اليعقوب تدرس بأناة اختراع / إعادة اختراع التراث والتقاليد في دولة قومية حديثة. وهو ما ينتج عنه عادة دراسة الحاجة البشرية إلى قصص قاطعة ، وكيف للحكايات أن تجسد التاريخ. تم عرض عملها في معرض حافة الجزيرة العربية (لندن)، بويلر روم (نيويورك)، معرض A1 (دبي)، ديزاين ترمينال (بودابست)، متحف الفن المعاصر (مدينة الكويت)، معرض الفن المعاصر (مدينة الكويت) ومعرض سلطان (مدينة الكويت). وقد ألقت محاضرات عن عملها في مؤتمر نقاط (2015) وفن أبو ظبي (2017).
تعمل عالية فريد (مواليد 1985) في نقطة تقاطع تجمع بين الفن والهندسة المعمارية وعلم دراسة الأجناس البشرية في الحضر من خلال مقاطع الفيديو، والتركيبات المكانية والرسوم والوسائط الأخرى. حصلت على بكالوريوس الفنون الجميلة من مدرسة الفنون ببورتوريكو (سان خوان القديم)، ودرجة الماجستير في العلوم في الدراسات المرئية من برنامج الفنون المرئية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (كامبريدج) وماجستير في الآداب في علم المتاحف والنظريات النقدية من برنامج الدراسات المستقلة في متحف برشلونة للفن المعاصر (برشلونة). كانت عالية فريد القيمة على جناح الكويت في معرض العمارة الدولي بدورته الرابعة عشر في بينالي البندقية. وأكملت برامج الإقامة في بيتا لوكال (سان خوان)، والبيت العربي بالاشتراك مع مؤسسة دلفينا (قرطبة)، و متحف: المتحف العربي للفن المعاصر (الدوحة) ومعهد ديفيدوف للفنون (لا رومانا)، ومعارض سربنتين (لندن)، ومركز المدينة الدولية للفنون (باريس) ومركز مر.تين (بيروت). تتضمن العروض الحالية والقادمة المشاركة في بينالي ساو باولو في دورته الثانية والثلاثين (2016)؛ مهرجان الفن المعاصر في دورته العشرين من سيسك بومبيا وفيديو برازيل (2017)؛ وعروض فردية في معرض نيك-ارت، بوجوتا (2018) وجاليري إيمان فارس، باريس (2017). تعيش عالية وتعمل في الكويت وبورتوريكو.